تطوير الذات: نافذة جوهاري

«لا تكن كتاباً مفتوحاً، فقد يمزقك من لا يحسن قراءتك»! من يعش بلا أسرار ولا يفرّق، وفي كثير من الأحيان ولا تفرّق، بين دوائر الأخوة والصداقة والزمالة والمعرفة، فيتعامل مع الجميع على أنه الخليل الذي يفشي له جميع أسراره، والأسوأ من يحوّل مواقع التواصل الاجتماعي إلى كاميرات مباشرة لنقل ما يحدث داخل بيته، فسيتمزق عاجلاً أم آجلاً، وسيردد الكلمة الشهيرة «انصدمت»؛ لأنه قد وقع في يد من لا يحسن القراءة جهلاً أو عن سابق إصرار وترصد.

وبالمقابل، من يتعامل مع الآخرين بسوء ظن مبالغ فيه، فيعيش ككتلة من الغموض والأسرار يعش مريضاً ومضراً بنفسه ومن حوله.

سارة المزيعل للاستشارات/الكوتشنج/تطوير الذات

النافذة الجوهرية Johari Window :

اخترعتها عالما النفس الأمريكيان جوزيف لوفت و هاريس إيرين في عام 1955. وقد اشتهرت هذه الأداة الاستراتيجية في العديد من المجالات، بما في ذلك التدريب وتطوير الذات والتواصل وإدارة المشاريع والفرق. وتعتبر نافذة جوهاري أداة قيمة لتحسين التواصل والتفاعل بين الأشخاص وتعزيز الوعي بالذات والآخرين.

هل تعرف عن نافذة جوهاري ؟

نافذة جوهاري (Johari window) هي أداة استراتيجية تستخدم لتحسين التواصل والتفاعل بين الأشخاص وزيادة الوعي بالذات والآخرين. وتعتمد هذه الأداة على تحديد أربع مناطق مختلفة تتعلق بمستوى الوعي بالذات ومستوى الوعي بالآخرين.

المناطق الأربعة في نافذة جوهاري هي:

الإنسان عبارة عن أربع مناطق:

- منطقة المعرفة المفتوحة (Open Area):

وهي المنطقة التي تحتوي على المعلومات الذاتية والمعلومات التي يشاركها الشخص مع الآخرين، وتعكس مستوى الوعي بالذات والوعي بالآخرين.

- منطقة العمي المشترك (Blind Area):

وهي المنطقة التي تحتوي على المعلومات التي يعرفها الآخرون عن الشخص ولكنه لا يعرفها عن نفسه، وتعكس ضرورة التفاعل والتواصل الفعال لزيادة مستوى الوعي بالذات.

- منطقة الخفاء (Hidden Area):

وهي المنطقة التي تحتوي على المعلومات الذاتية التي لا يشاركها الشخص مع الآخرين، وتعكس الجوانب الخفية لشخصية الفرد والتي يمكن تطويرها وتحسينها بالتفاعل مع الآخرين.

- منطقة الغموض (Unknown Area):

وهي المنطقة التي تحتوي على المعلومات التي لا يعرفها الشخص عن نفسه ولا يعرفها الآخرون، وتعكس الجوانب الغير معروفة لشخصية الفرد والتي يمكن اكتشافها وتطويرها من خلال التعلم والتفاعل.

ويتم استخدام نافذة جوهاري عادة في العمل الجماعي والتدريب وتطوير الذات، حيث يتم تحليل مستويات الوعي بالذات والآخرين وتحديد مناطق القوة والضعف وتحسين التواصل والتفاعل بين الأشخاص.

نافذة جوهاري والمناطق الاربع المختلفة تحدد الوعي بالذات والآخرين. وإن التوازن بين المناطق المختلفة يمكن أن يساعد على تحقيق النجاح في العلاقات الشخصية والمهنية. ويمكن أن تساعد نافذة جوهاري في تحقيق هذا التوازن، بالتعرف على نفسك والعمل على تحسين نقاط الضعف وتطوير نقاط القوة، وبالتالي زيادة مساحة المنطقة المفتوحة والتخفيف من المنطقة العمياء والقناع والمجهولة.

مالفائدة من معرفة نافذة جوهاري ؟

معرفة نافذة جوهاري تساعد على زيادة الوعي بالذات والآخرين وتحسين التواصل والتفاعل بين الأشخاص. وتساعد في تحديد المناطق التي تحتاج إلى تحسين والتي تحتاج إلى العمل عليها، وتحسين العلاقات الشخصية والمهنية، وزيادة المرونة والتكيف في العمل الجماعي. ويمكن استخدام نافذة جوهاري في العديد من المجالات، مثل التدريب وتطوير الذات وإدارة المشاريع والفرق، وتحسين فعالية العمل وزيادة الإنتاجية. وبالتالي، فإن معرفة نافذة جوهاري يمكن أن تكون مفيدة جدًا لأي شخص يريد تحسين فهمه للذات والآخرين وتحسين علاقاته الشخصية والمهنية.

هل تساعد نافذة جوهاري في النجاح في العلاقات؟

نعم، نافذة جوهاري تساعد في تحسين العلاقات الشخصية والمهنية. حيث تساعد في زيادة الوعي بالذات والآخرين وتحسين التواصل والتفاعل بين الأشخاص، مما يؤدي إلى بناء علاقات صحية وإيجابية. وتساعد نافذة جوهاري على تحديد المناطق التي تحتاج إلى تحسين والتي تحتاج إلى العمل عليها، مما يساعد على تحسين العلاقات الشخصية واستبدال الأنماط السلبية بأنماط إيجابية. وبالتالي، فإن نافذة جوهاري يمكن أن تساعد في تحقيق النجاح في العلاقات الشخصية والمهنية.

يعني يصبح مثل الكيس الفطن ؟

نعم، بالتعرف على نافذة جوهاري وتطبيقها يمكن للفرد أن يصبح أكثر فطنة ووعيًا بنفسه وبالآخرين، مما يساعده على التعامل مع العلاقات الشخصية والمهنية بشكل أفضل وبناء علاقات صحية وإيجابية. وكما يقول المثل الشهير "العلم نور" فإن معرفة نافذة جوهاري يمكن أن تضيء طريق الفرد نحو النجاح في العلاقات الشخصية والمهنية.

سلبيات وايجابيات

ككل أداة، يوجد في نافذة جوهاري بعض الإيجابيات والسلبيات.

بالنسبة للإيجابيات، فإن نافذة جوهاري تساعد على:

• زيادة الوعي بالذات والآخرين.

• تحسين التواصل والتفاعل بين الأشخاص.

• تحديد المناطق التي تحتاج إلى تحسين والعمل عليها.

• تحسين العلاقات الشخصية والمهنية.

• استبدال الأنماط السلبية بأنماط إيجابية.

أما بالنسبة للسلبيات، فإن من بينها:

• قد تكون النتائج غير دقيقة إذا لم يتم تحليل المعلومات بشكل صحيح.

• يمكن أن يكون التحليل متعبًا ويستغرق الكثير من الوقت.

• يتطلب استخدام نافذة جوهاري تفاعلًا صريحًا مع الآخرين، مما قد يكون صعبًا في بعض الأحيان.

لكن عمومًا، فإن الإيجابيات التي توفرها نافذة جوهاري تتفوق على السلبيات وتجعلها أداة مفيدة وقيمة لتحسين العلاقات الشخصية والمهنية.

كتبته د. سارة عبدالله عبدالعزيز المزيعل